نتذكر الوقت الذي كان فيه ابننا طفل صغير؛ والان قد صار مراهق، نتذكر حينما خطى الخطوة الاولى، وحينما نطق بأول كلمة. كيف يمكننا ان ننسى هذه اللحظات المهمة؟
وكيف! ونحن كنا بالنسبة له الداعمين في كل خطوة يخطوها. كنا نعلم على انه سيسقط في كل مرة يحاول فيها، مع ذلك كنا على يقين، على ان ذلك السقوط جزءا لا يتجزأ من تعلمه. تركنا يده واتخذ بضع خطوات مترددا ومذهول قبل ان يفقد توازنه ويسقط لقد عشنا هذه اللحظات بفرح مع مجموعة من الكلمات التي تعبر على التشجيع: ممتاز لقد فعلتها! هيا!
عندما كان يسيطر عليه التعب كنا نتكيف بشكل طبيعي مع وثيرته، ولا يخولنا أدنى شك انه في يوم من الايام سيتمكن من المشي والتقدم لوحده.
لهذا إن التعلم يمكن ان يتمظهر عبر مجموعة من النقط يتم بنائها من طرف الوالدين. خلال مرحلة الطفولة المبكرة تكون جسورها ضيقة وبمثابة نقط قريبة ويسودها نوع من الطمأنينة، مما يمكن الطفل من التعلم والتطور واكتساب الخبرات في إطار ملائم، خلال هذه المرحلة التطورية يتسع هذا الجسر بين الطرفين مما يؤدي الى توفير الحد الادنى من مناخ الاسري الامن.
الان وقد أصبح هذا الطفل مراهق في اوج مراحل التعلم، هذا يطرح تساؤلا حول آلية اندماجه داخل هذا الجسر، هل يمكن القول بان هذه الفوارق تقلصت تحت ضغط انشغالاتنا وهمومنا اليومية؟ ام ان الامر يتعلق بانسيابية ومرونة الانماج مما يسهل الانتقال الى مرحلة البلوغ؟
تعتبر هذه المرحلة حاسمة في بناء الهوية الذاتية. وقد انتهت الدراسات المعاصرة الى وصف المراهق بشخصية حساسة، وقابل للاندماج بسرعة، حيث ان دماغه يسمح له بالانتقال من النواة الاسرية الى المحيط الخارجي المعقد. مع العلم ان هذه المرحلة توصف بكونها مرحلة تحول والتي يجد فيها الاباء صعوبة في ايجاد الآليات والسلوكيات التي تساعدهم على المرافقة الرشيدة.
بل نرى ان الامر يزداد سوءا وتتفاقم المشاكل بين الطرفين مما يؤثر سلبا على النمو الطبيعي للقشرة الدماغية واداء وظيفتها بشكل طبيعي للمراهق.
Nadia ElIbrahmi
Psychologue clinicienne et psychothérapeute
Comments